إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 29 مايو 2013

آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ، زبور داوود



آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ، زبور داوود

زبر:

حرف الزاى يدل على شدة إهتزاز وإضطراب فى الشىء ، يكفى أن يدخل على حرف اللام الذى يفيد الإتصال والتماسك ليعطى لنا معنى " الزلزلة" ، فيحرك اللام فى شدة وعنف هنا وهناك. كما يدل كذلك على الضيق فى الشىء.


الباء: يدل على الظهور والإنبثاق ، يكفى أن تسمع كلمة " بدر" لترى قوة الإنبثاق وظهوره .

ونعلم أن الراء تفيد التكرار وهى فى نهاية الكلمة تؤدى الى تكرار مطرد فى إزدياد حتى تبلغ الحركة غايتها.

نأتى الى المعاجم لنحقق ما فيها:

الزَّبْرُ (القاموس المحيط)
الزَّبْرُ: القويُّ الشديدُ

الصحاح فى اللغة : والزَبْرُ بالفتح: الزَجرُ والمَنْع. يقال: زَبَرَهُ يَزْبُرُهُ بالضمّ زَبْراً، إذا انْتَهَزَهُ " إنتهى

لسان العرب: "وزَبَرَه يَزْبُرُه، بالضم، عن الأَمر زَبْراً: نهاه وانتهره" إنتهى

لسان العرب:" وازْبَأَرَّ الرجلُ: اقْشَعَرَّ.

وازْبَأَرَّ الشعر والوَبَرُ والنباتُ: طلع ونَبَتَ.
وازْبَأَرَّ الشَّعْرُ إنتفش. إنتهى

نأتى الى القرءان و" زُبر الأولين" :

وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا أَشْيَاعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (51) وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ (52) القمر
الحديث عن هلاك الأمم السابقة وكل شىء فعلوه ( كيف تعاملوا مع الرسالة وما إقترفوه من طغيان وظلم) كله موجود فى الزبر ، هذه الزبر هى الزاجرات لنا لتنهانا عن أن نكون مثل الأولين، نقرأها أو نسمعها فتقشعر أبداننا ( الإنتفاش) ، هى القصص الحق من رب العالمين ، ذكر خبر السابقين وذكر عذاب الجحيم. نقرأها فتقشعر أبداننا.

وقد كان لداود عليه السلام " زبوراً" ليزجر به قومه:


وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً [الإسراء : 55]
وبهذا نفهم الأية التالية أنه بعد إنتهاء ذكر هلاك إحدى الأمم الباغية كتب الله أن الأرض يرثها عباده الصالحون ( وأورثناها قوماً أخرين):

وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ [الأنبياء : 105]
الزبور: قصص قرءانى يزجرنا وينهانا عن معصية الرسول وعن أن نكون مثل السابقين من الأمم الهالكة.

نقرأ:


وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَاءتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ [فاطر : 25]
البينات: قد تكون مادية حسية أو معنوية

الزبر: الزاجرات الناهيات

الكتاب المنير: هو تبيان كيفية أن تكون على الصراط المستقيم ، كيفية الوصول الى الله وبيان أوامره ونواهية ( الطاعات والعبادات ).

إقرأ سورة الشعراء حتى تاتى الى الأيات:

فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (189) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ (190) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (191) وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) الشعراء
وإقرأ بعدها:

أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آَيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ (197)

 
وإنه لفى زبر الأولين: تعود على القصص الحق فى الأيات الزاجرات الناهيات التى جاءت الأولين.
نفهم الأن مطلع سورة الصافات:

وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4)الصافات
نأتى الى ذى القرنين:

زبر الحديد:


لسان العرب:"
وزُبْرَةُ الحدّاد: سَنْدَانُه" إنتهى

ما هو السندان؟
لسان العرب: "والسَّندانُ الصَّلاءَةُ" إنتهى

جميل قول اللسان أن السندان هو الصلاءة ! ( راجع بحث المفهوم الخاص والعام للصلاة) .

زبر الحديد : هو الحديد الساخن أو المسخن والمطروق.

لنؤكد المعنى نأتى الى الأية الكريمة:


آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً [الكهف : 96]
آتونى زبر الحديد

حتى إذا ساوى بين الصدفين
قال إنفخوا

حتى إذا جعله ناراً

لا حظ التتابع!

ينفخوا فى ماذا؟ فى الحديد ، وهل النفخ فى الحديد يجعله ناراً؟ إلا إذا كان حديداً ساخن وملهلب.


هناك أية لم نذكرها:

فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ [المؤمنون : 53]

فتقطعوا أمرهم بينهم زبراً: زبراً هنا تفيد شدة الصراع بينهم كالديوك التى ينتفش ريشها حال تصارعها وتتناتف فىيما بينها الريش.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق