وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي
فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ [هود : 37]
وإصنع الفلك بأعيننا ووحينا: صناعة الفلك كان من وحى الله فلم يكن نبى الله نوح يعلم كيفية صناعة الفلك ولا قومه ولا من عاصره. ومع الوحى كانت الرعاية الربانية ليتم الأمر على أكمل وجه وذلك لقوله بأعيننا.
لذلك كانوا يسخرون منه، السخرية لأنهم لم يعلموا من قبل بالفلك وأنه يمكن الإبحار بها ،
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ [هود : 38]
نوح عليه السلام أول من صنع الفلك وأول من حمله الفلك على الماء ومن معه، لذا الأية التى تركها الله لنا هى أية صناعة الفلك والتى تطورت مع الأجيال اللاحقة، من يبحث عن أية نوح ينظر تحته قد يجد قارب أو مركب أو سفينة ..
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر : 15]
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ [الزخرف : 12]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [الحج : 65]
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الروم : 46]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [لقمان :
وإصنع الفلك بأعيننا ووحينا: صناعة الفلك كان من وحى الله فلم يكن نبى الله نوح يعلم كيفية صناعة الفلك ولا قومه ولا من عاصره. ومع الوحى كانت الرعاية الربانية ليتم الأمر على أكمل وجه وذلك لقوله بأعيننا.
لذلك كانوا يسخرون منه، السخرية لأنهم لم يعلموا من قبل بالفلك وأنه يمكن الإبحار بها ،
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ [هود : 38]
نوح عليه السلام أول من صنع الفلك وأول من حمله الفلك على الماء ومن معه، لذا الأية التى تركها الله لنا هى أية صناعة الفلك والتى تطورت مع الأجيال اللاحقة، من يبحث عن أية نوح ينظر تحته قد يجد قارب أو مركب أو سفينة ..
وَلَقَد تَّرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ [القمر : 15]
وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ [الزخرف : 12]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ [الحج : 65]
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [الروم : 46]
أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [لقمان :
فى الحديث عن نجاة نوح عليه السلام ومن معه جاء:
َ وهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [هود : 42]
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44]
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48]
قد يعلم البعض أن السفينة رست على قمة جبل الجودى، وهنا نسأل أما كان ممكنا أن يصعد نوح عليه السلام ومن معه الى قمة الجبل دون الحاجة الى سفينة؟ فتكون الإجابة وكيف يصعد وهو معه أطفالًا ونساءً ومن كل زوجين إثنين من البهائم والطيور وكل ما أخذوه معهم من متاع ضرورى؟
من لا يقبل ذلك لزاماً عليه أن يقبل بإستحالة نزول كل هؤلاء من على قمة الجبل.
الأيات لا تقول بأن "الجودى" جبل، فما يكون؟
جود: الجيم والواو والدال تدل على جذب الى مكان بدفع شديد،
ولهذا نقول على الخيل "الجياد" لأنها تعدو بسرعة أو تندفع فى عدوها بسرعة وشدة.
الذى حدث للسفينة أنها إستوت على هذا الجودى والإستواء يدل على إستقرار وثبات بعد جريان وتدافع بفعل الأمواج وهذا حدث بعد أن كانت تجرى فى موج كالجبال. أية سفينة لا يكون إستوائها الى على الماء وهذا الماء المسمى بالجودى هو ماء البحر والبحر كان يحمل أمواج متلاطمة بالشاطىء ولهذا كان هو " الجودى" الذى ينجذب بأمواج مسرعة وبشدة الى الشاطىء ( الشاطىء هو اليابسة التى تلى البحر مباشرة).
وبعد الإستواء حدث "هبوط" ولم يحدث نزول والهبوط بعد أن هدأت الأمواج.
يمكننا أن تخيل السفينة كانت على ظهر الأرض وأتت السماء والأرض بالماء الغزير الذى رفعها وجرى بها لتصل الى ماء البحر القريب.
أيات نوح لا تخبرنا بأن نوح ومن معه ورثوا الأرض بعد هلاك الظالمين ولعله إنتهى بهم المطاف الى مكان أخر لا نعلمه. وهذا قد ينفى أيضا قصة الإستواء على قمة الجبل.
أية هود 42 قالت" وهو فى معزل": المعزل هنا حتما من ماء السماء ومن ماء الأرض لعله يكون فى جوف أحد الجبال محتميا بين الصخور ومستحيل أن يكون الفتى فوق قمة الجبل والا لما كان فى معزل. ولهذا الوصف " فى موج كالجبال" نفهم منه أن الماء لم يغطى الجبال حتى قمتها إنما تدافع الأمواج إرتفع الى الحد الذى تكون معه كالجبال.
قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44]
مرة أخرى وتقصيلا لمعنى كلمة " الجودى":
من الكلمات التى تحمل أحرف الجيم والواو والدال كلمة "السجود" والتى تتفق نهايتها تشكيلا مع كلمة "الجودى" :
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم : 43]
سجود: السين تدل على حركة فى إنسيابية وخفة والجيم إنجذاب للحركة والواو مكان إنتهاء الحركة والدال إتجاه الحركة مندفعة بشدة الى المكان. هذا هو السجود
إنتقالنا فى الصلاة من وضع القيام ( الوقوف) ساجدين ركعاً يكون بإندفاعنا ( مصاحب بإنسيابية) بوجهنا الى الأرض حتى تلامس الجبهة الأرض.
فى "سجد" نلاحظ ثلاث حركات : إنسيابية بالسين وإنجذاب بالجيم وإندفاع بالدال ولأن السين هو المبتدأ يؤثر على الحركات التالية فيتحول الإنجذاب المندفع الى إنسيابية تؤدى الى سكونه.
عندما نقرأ كلمة "سَد" نتخيل هذا البناء الذى يمنع تدفق وإندفاع الماء أو الأعداء وهذا المنع تم بتأثير إنسيابية السين على إندفاع الدال.
( نقول على السخى فى عطائه " الجواد" وهذا الجود ليس لكثرة العطاء ولكن لسرعته ، فهو يعطى دون تردد ( كالسباق فى فعل الخير لا ينتظر السؤال وإن سأله أحد أعطى بسرعة شديدة قد تسبق السؤال).
إستدل البعض من المعجم على أن كلمة "الجيد" تعنى العنق، ونعلم أن الأعناق من كلمات القرآن :
إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر : 71]
فهل الجيد تعنى حقا العنق:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
حمالة الحطب لا تربط فى عنقها حبل والا إختنقت به ، فهى تحمل الحطب على ظهرها وتمسك الحبل بيديها من الأمام .
وحمالة الحطب لها حركة مسرعة أو مبطئة وهذا الحبل الذى فى جيدها هو مُحركها وينتهى بالمسد .
جيد الإنسان هو منطقة أعلى الفخذين التى هى مركز حركته الفاعلة . والمسد هو ما تتم به هذه الحركات الفاعلة ( كتب ، مكتب / سد ، مسد ).
ما ذكرته التفاسير ( الطبرى) من أن "المسد" هو بكرة الخيط أو الحبل هو الصواب.
جيد: الجيم إنجذاب الحركات وإستمرارها بالياء وإندفاعها الى الهدف بالدال.
نحن نختبر مدى "جودة" الشىء لتبيان مدى حركته الفاعلة المنتجة.
يمكننا القول أن حمالة الحطب تتحرك ومصدر حركتها حبل ينتهى ببكرة تشده لينتهى اليها. ما قالته التفاسير من أن المسد هو النار هذا ليس فهم المعنى ولكنه فهم ما قد يؤدى اليه فهم المعنى.
من القرآن نقرأ أن القرآن "مجيد" والله حميد مجيد وهو ذو العرش المجيد:
المجد لا يتحقق للأمم الا اذا كان ناسها فاعلون نشطون منتجون والذين لا حراك فيهم هم كالجبال أو التلال التى منتهاها التحجر والتكلس.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ [البروج : 21]
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج : 15]
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ [هود : 73]
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [قـ : 1]
"ق" قاف: تحرك وأنشط وتتبع وإتبع كلام الله لأنه مجيد يصل بك الا "المجد" فهو فاعله.
ذو العرش المجيد: عرش الله مسبب لكل الحركات الفاعلة النشطة المنتجة ، منه المجد وله المجد.
فى سورة هود هناك ربط بين أمر الله برزق إبراهيم عليه السلام وزوجه الولد والحمد والمجد ( الحميد المجيد) لأن الله مسبب الحمد والمجد فكل حركة فاعلة نشطة منتجة ( خلق الولد) يحمد عليها وتتم وتبلغ منتهاها به ومنه سبحانه وتعالى.
بعد كل هذا مازلنا نقول أن "الجودى" هو البحر الذى يجود بحركة فاعلة نشطة ( الأمواج) .
َ وهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [هود : 42]
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44]
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48]
قد يعلم البعض أن السفينة رست على قمة جبل الجودى، وهنا نسأل أما كان ممكنا أن يصعد نوح عليه السلام ومن معه الى قمة الجبل دون الحاجة الى سفينة؟ فتكون الإجابة وكيف يصعد وهو معه أطفالًا ونساءً ومن كل زوجين إثنين من البهائم والطيور وكل ما أخذوه معهم من متاع ضرورى؟
من لا يقبل ذلك لزاماً عليه أن يقبل بإستحالة نزول كل هؤلاء من على قمة الجبل.
الأيات لا تقول بأن "الجودى" جبل، فما يكون؟
جود: الجيم والواو والدال تدل على جذب الى مكان بدفع شديد،
ولهذا نقول على الخيل "الجياد" لأنها تعدو بسرعة أو تندفع فى عدوها بسرعة وشدة.
الذى حدث للسفينة أنها إستوت على هذا الجودى والإستواء يدل على إستقرار وثبات بعد جريان وتدافع بفعل الأمواج وهذا حدث بعد أن كانت تجرى فى موج كالجبال. أية سفينة لا يكون إستوائها الى على الماء وهذا الماء المسمى بالجودى هو ماء البحر والبحر كان يحمل أمواج متلاطمة بالشاطىء ولهذا كان هو " الجودى" الذى ينجذب بأمواج مسرعة وبشدة الى الشاطىء ( الشاطىء هو اليابسة التى تلى البحر مباشرة).
وبعد الإستواء حدث "هبوط" ولم يحدث نزول والهبوط بعد أن هدأت الأمواج.
يمكننا أن تخيل السفينة كانت على ظهر الأرض وأتت السماء والأرض بالماء الغزير الذى رفعها وجرى بها لتصل الى ماء البحر القريب.
أيات نوح لا تخبرنا بأن نوح ومن معه ورثوا الأرض بعد هلاك الظالمين ولعله إنتهى بهم المطاف الى مكان أخر لا نعلمه. وهذا قد ينفى أيضا قصة الإستواء على قمة الجبل.
أية هود 42 قالت" وهو فى معزل": المعزل هنا حتما من ماء السماء ومن ماء الأرض لعله يكون فى جوف أحد الجبال محتميا بين الصخور ومستحيل أن يكون الفتى فوق قمة الجبل والا لما كان فى معزل. ولهذا الوصف " فى موج كالجبال" نفهم منه أن الماء لم يغطى الجبال حتى قمتها إنما تدافع الأمواج إرتفع الى الحد الذى تكون معه كالجبال.
قِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْداً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [هود : 44]
مرة أخرى وتقصيلا لمعنى كلمة " الجودى":
من الكلمات التى تحمل أحرف الجيم والواو والدال كلمة "السجود" والتى تتفق نهايتها تشكيلا مع كلمة "الجودى" :
خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم : 43]
سجود: السين تدل على حركة فى إنسيابية وخفة والجيم إنجذاب للحركة والواو مكان إنتهاء الحركة والدال إتجاه الحركة مندفعة بشدة الى المكان. هذا هو السجود
إنتقالنا فى الصلاة من وضع القيام ( الوقوف) ساجدين ركعاً يكون بإندفاعنا ( مصاحب بإنسيابية) بوجهنا الى الأرض حتى تلامس الجبهة الأرض.
فى "سجد" نلاحظ ثلاث حركات : إنسيابية بالسين وإنجذاب بالجيم وإندفاع بالدال ولأن السين هو المبتدأ يؤثر على الحركات التالية فيتحول الإنجذاب المندفع الى إنسيابية تؤدى الى سكونه.
عندما نقرأ كلمة "سَد" نتخيل هذا البناء الذى يمنع تدفق وإندفاع الماء أو الأعداء وهذا المنع تم بتأثير إنسيابية السين على إندفاع الدال.
( نقول على السخى فى عطائه " الجواد" وهذا الجود ليس لكثرة العطاء ولكن لسرعته ، فهو يعطى دون تردد ( كالسباق فى فعل الخير لا ينتظر السؤال وإن سأله أحد أعطى بسرعة شديدة قد تسبق السؤال).
إستدل البعض من المعجم على أن كلمة "الجيد" تعنى العنق، ونعلم أن الأعناق من كلمات القرآن :
إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ [غافر : 71]
فهل الجيد تعنى حقا العنق:
تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)
حمالة الحطب لا تربط فى عنقها حبل والا إختنقت به ، فهى تحمل الحطب على ظهرها وتمسك الحبل بيديها من الأمام .
وحمالة الحطب لها حركة مسرعة أو مبطئة وهذا الحبل الذى فى جيدها هو مُحركها وينتهى بالمسد .
جيد الإنسان هو منطقة أعلى الفخذين التى هى مركز حركته الفاعلة . والمسد هو ما تتم به هذه الحركات الفاعلة ( كتب ، مكتب / سد ، مسد ).
ما ذكرته التفاسير ( الطبرى) من أن "المسد" هو بكرة الخيط أو الحبل هو الصواب.
جيد: الجيم إنجذاب الحركات وإستمرارها بالياء وإندفاعها الى الهدف بالدال.
نحن نختبر مدى "جودة" الشىء لتبيان مدى حركته الفاعلة المنتجة.
يمكننا القول أن حمالة الحطب تتحرك ومصدر حركتها حبل ينتهى ببكرة تشده لينتهى اليها. ما قالته التفاسير من أن المسد هو النار هذا ليس فهم المعنى ولكنه فهم ما قد يؤدى اليه فهم المعنى.
من القرآن نقرأ أن القرآن "مجيد" والله حميد مجيد وهو ذو العرش المجيد:
المجد لا يتحقق للأمم الا اذا كان ناسها فاعلون نشطون منتجون والذين لا حراك فيهم هم كالجبال أو التلال التى منتهاها التحجر والتكلس.
بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ [البروج : 21]
ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ [البروج : 15]
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ [هود : 73]
ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [قـ : 1]
"ق" قاف: تحرك وأنشط وتتبع وإتبع كلام الله لأنه مجيد يصل بك الا "المجد" فهو فاعله.
ذو العرش المجيد: عرش الله مسبب لكل الحركات الفاعلة النشطة المنتجة ، منه المجد وله المجد.
فى سورة هود هناك ربط بين أمر الله برزق إبراهيم عليه السلام وزوجه الولد والحمد والمجد ( الحميد المجيد) لأن الله مسبب الحمد والمجد فكل حركة فاعلة نشطة منتجة ( خلق الولد) يحمد عليها وتتم وتبلغ منتهاها به ومنه سبحانه وتعالى.
بعد كل هذا مازلنا نقول أن "الجودى" هو البحر الذى يجود بحركة فاعلة نشطة ( الأمواج) .
سفينة نوح عليه السلام وكيف هبطت ؟
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48]
المعاجم تجعل معنى الهبوط فى النزول وسنبين صحة ذلك أو خطأه:
معجم مقاييس اللغة جاء على خلاف باقى المعاجم إذ قال:
هبط (مقاييس اللغة)
الهاء والباء والطاء: كلمةٌ تدلُّ على انحدار.
وهَبَط هُبوطاً.
والهَبُوط: الحُدور
إنتهى الإقتباس.
هبط : حركات نشطة ( الهاء) تنبثق ( الباء) ويتغير مسارها وإتجاهها ( الطاء).
نتخيل هبوط الطائرة من علو الى أرض المهبط وهذا الهبوط لا يكون عموديا من أعلى الى أسفل ، إنما هو يكون بميل ( إنحدار) حتى يأخذ الإتجاه الأفقى المستقيم وهذا التغير فى الإتجاه يتم بالطاء.
الهاء والباء أفادت أن الحركة شديدة ومسرعة ومحكمة تسير ككتلة واحدة وغير متفرقة.
عندما نترجم هذا الكلام نقول أن الطائرة إنتقلت من العلو الى الإنخفاض تدريجيا مغيرة إتجاهها حتى تلامس الأرض وتستمر الحركة حتى ثباتها. ولك أن تتخيل حركة لا عب السيرف بهبوطه من على أمواج البحر.
الخطاب فى الأية موجه الى نوح عليه السلام لكونه ربان السفينة فهو المعنى بالهبوط " إهبط يا نوح بسلام" .
السفينة قبل الهبوط كانت تجرى بهم فى موج كالجبال وهذا الموج هو حركة متلاطمة للماء علوا وإنخفاضا ولا يحدث الا إذا كان ماء البحر لاعبا أساسيا فيه. لأن الفيضانات وحدها لا تحدث أمواج ، فهى تجرى فى إتجاه واحد لا تحيد عنه.
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [هود : 42]
وقوله " وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ" أفهمنا أن الموج دفع السفينة فى إتجاه بعيدا عن الإبن و به كان غرق الإبن. هنا حركة نشطة للأمواج مما يتغير معه مسار السفينة.
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ [هود : 43]
قبل إستواء السفينة على الجودى إنتهى الأمر فجفت السماء والأرض ، السؤال هنا : لو كانت السفينة محمولة على ماء الأرض لإرتطمت بالأرض إرتطاما و دمر من فيها؟ ما المكان الأمن للسفينة قبل هذا الجفاف؟ لا مكان غير البحر.
والهبوط حدث للسفينة من أعلى الأمواج المتلاطمة المرتفعة إنحدارا حتى لامست ماء البحر ( دخلت مجال البحر).
والهبوط يأتى أيضا بمعنى معنوى وهو النقصان والإنخفاض فى المنزلة والمكانة أو الرزق كما فى أية بنى إسرائيل وأية أدم:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة : 36]
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ [البقرة : 61]
ومن معانيه هذه وغيرها ما ذكره معجم الصحاح فى اللغة:
هبط (الصّحّاح في اللغة)
وهَبَطَ ثمنُ السلعة، أي نقص.
وهَبَطْتُهُ أنا وأهْبَطْتُهُ أيضاً.
وقولهم: هَبَطَ المرضُ لحمَه، أي هَزَلَهُ... إنتهى
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِّنَّا وَبَركَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ [هود : 48]
المعاجم تجعل معنى الهبوط فى النزول وسنبين صحة ذلك أو خطأه:
معجم مقاييس اللغة جاء على خلاف باقى المعاجم إذ قال:
هبط (مقاييس اللغة)
الهاء والباء والطاء: كلمةٌ تدلُّ على انحدار.
وهَبَط هُبوطاً.
والهَبُوط: الحُدور
إنتهى الإقتباس.
هبط : حركات نشطة ( الهاء) تنبثق ( الباء) ويتغير مسارها وإتجاهها ( الطاء).
نتخيل هبوط الطائرة من علو الى أرض المهبط وهذا الهبوط لا يكون عموديا من أعلى الى أسفل ، إنما هو يكون بميل ( إنحدار) حتى يأخذ الإتجاه الأفقى المستقيم وهذا التغير فى الإتجاه يتم بالطاء.
الهاء والباء أفادت أن الحركة شديدة ومسرعة ومحكمة تسير ككتلة واحدة وغير متفرقة.
عندما نترجم هذا الكلام نقول أن الطائرة إنتقلت من العلو الى الإنخفاض تدريجيا مغيرة إتجاهها حتى تلامس الأرض وتستمر الحركة حتى ثباتها. ولك أن تتخيل حركة لا عب السيرف بهبوطه من على أمواج البحر.
الخطاب فى الأية موجه الى نوح عليه السلام لكونه ربان السفينة فهو المعنى بالهبوط " إهبط يا نوح بسلام" .
السفينة قبل الهبوط كانت تجرى بهم فى موج كالجبال وهذا الموج هو حركة متلاطمة للماء علوا وإنخفاضا ولا يحدث الا إذا كان ماء البحر لاعبا أساسيا فيه. لأن الفيضانات وحدها لا تحدث أمواج ، فهى تجرى فى إتجاه واحد لا تحيد عنه.
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ [هود : 42]
وقوله " وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ" أفهمنا أن الموج دفع السفينة فى إتجاه بعيدا عن الإبن و به كان غرق الإبن. هنا حركة نشطة للأمواج مما يتغير معه مسار السفينة.
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ [هود : 43]
قبل إستواء السفينة على الجودى إنتهى الأمر فجفت السماء والأرض ، السؤال هنا : لو كانت السفينة محمولة على ماء الأرض لإرتطمت بالأرض إرتطاما و دمر من فيها؟ ما المكان الأمن للسفينة قبل هذا الجفاف؟ لا مكان غير البحر.
والهبوط حدث للسفينة من أعلى الأمواج المتلاطمة المرتفعة إنحدارا حتى لامست ماء البحر ( دخلت مجال البحر).
والهبوط يأتى أيضا بمعنى معنوى وهو النقصان والإنخفاض فى المنزلة والمكانة أو الرزق كما فى أية بنى إسرائيل وأية أدم:
فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [البقرة : 36]
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ [البقرة : 61]
ومن معانيه هذه وغيرها ما ذكره معجم الصحاح فى اللغة:
هبط (الصّحّاح في اللغة)
وهَبَطَ ثمنُ السلعة، أي نقص.
وهَبَطْتُهُ أنا وأهْبَطْتُهُ أيضاً.
وقولهم: هَبَطَ المرضُ لحمَه، أي هَزَلَهُ... إنتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق