إن ربى على صراط مستقيم ...
وهذا ليس بالأمر الهين ،
وهذا ليس بالأمر الهين ،
أن يمشى الإنسان على خط مستقيم لا يحيد عنه أمر لا يتحقق لمن كان مُعصب العينين لا يرى،
الأعمى يحتاج دوماً إلى دليل ليمشى عموماً فى الطريق، فما بالك إن أراد المشى على خط مستقيم!
فى هذا البرنامج المعروض فى التليفزيون الألمانى تشاهد فى الدقيقة 46 تجربة قام بها بعد الأفراد معصبى العينين وما كان عليهم إلا أن يمشون على خط مستقيم،
فترى منهم من سار خطوات للأمام وإتجه يمينا أو شمالا أو رجع إلى الخلف وهو يظن أن يمشى على خط مستقيم ،
هذه ليست أول تجربة قام بها العلماء ، هنا بحوث كثيرة منها من أثبت أن الإنسان فى الصحراء يفقد البوصلة إن غابت الشمس أو القمر لإفتقاده الدليل الذى يعلم منه وجهته ويبدأ فى السير فى صورة دائرية،
ومعصب العين يمكنه على أكثر تقدير السير عشرين مترا فى إتجاه واحد فما يلبس أن يحيد عنه ، ولم يصل العلماء إلا علة ذلك الأمر.
أنت تقرأ الأية :
{ إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (56) فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ (57) } (سورة هود 56 - 57)
إن ربى على خط مستقيم، والوصول إلى الله يتطلب منك أن تسير على خط مستقيم ، وهنا الحساب ليس بالأمتار ولكنه بالسنين، أنت عليك أن تسير إلى الله فى حياتك اليومية حتى إنقضاء أجلك على خط مستقيم لتصل إليه،
لهذا ضرب الله لنا مثلاً لنوره:
{ اللهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (35) } (سورة النور 35)
الله على خط مستقيم ، ونوره مثل هذه المشكاة فيها مصباح والمصباح فى زجاجة والزجاجة كأنها كوكب درى ، من تكون بصلته فقط هذا النور فهو الذى يصل إلى الله،
ولهذا رسول الله وكل الرسل سراج منير:
{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (46) } (سورة الأحزاب 45 - 46)
وهؤلاء الرسل عليهم السلام أصبحوا سراجا منيرا لأنهم يحملون رسالات الله ورسالة الله هى " النور" :
{ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (8) } (سورة التغابن 8)
لهذا أمرنا الله وأمر كذلك رسل الله قومهم بأن يتبعوهم ويطيعوهم لأنهم يحملون النور الذى أنزله الله عليهم :
{ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) } (سورة آل عمران 31 - 32)
ونور الله هو كتابه وفقط ، تأمل:
{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53) } (سورة الشورى 52 - 53)
الرسول عليه السلام لم يكن يدرى ما الكتاب ولا الإيمان ولكن أنزل الله عليه الروح بالكتاب وجعل كتابه نوراً وبهذا النور يهدى الرسول إلى صراط مستقيم،
بدون كتاب الله أنت أعمى فى الظلمات وما أنت بخارج منها ،
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) } (سورة الأَنعام 122)
أنت من الأموات ، إحياؤك يكون برسالة الله وتجدها فى كتابه " المنير":
هناك من يتبع الطاغوت ويجادلك بكتب ما أنزل الله بها من سلطان ، يقولون أنها من عند الله وما هى من عند الله ، إن هم إلا يكذبون، وهؤلاء يجادلونك بكتبهم هذه وجعلوها قاضية على كتاب الله :
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (8) } (سورة الحج 8)
إنى لكم ناصح أمين : كلمات قالتها جميع رسل الله ، فهل من مسمع:
{ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) } (سورة الأَنعام 153)
الكتاب المنير يجيبك :
{ وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) } (سورة الأَنعام 155 - 157)
من إتبع النور كان له نوراً يمكنه أن يمشى به بين الناس ، فلا يضلله هذا أو ذاك :
{ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) } (سورة الأَنعام 122)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق