أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ [الزخرف :
18]
التفاسير صرفت معنى " الحلية" إلى الزينة التى تلبس ومعه
أحالوا المعنى إلى الجارية أو المرأة وزعموا أنها :" قال قتادة، ما
تكلمت امرأة ولها حجة إلا جعلتها على نفسها "
ومنهم من جعل من الأية حجة على إباحة الحلى للمرأة
بالإجماع دون الرجال ( القرطبى).
وزعموا كذلك أن المقصود هى الأصنام التى يلبسونها الحلى.
وهذه هى التفاسير التى نقرأها فيخرج المرء خالى الوفاض.
هذه الأية وسياقها يتكلم عن :
أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالْبَنِينَ (16) وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ
بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17)
الزخرف
هنا من يخاصم فى الله ويجعل له سبحانه وتعالى عما يصفون
البنات ، هذا نفسه يبغض أن يرزق بالأنثى التى جعلها من
نصيب الله. هو فى خصومته هذه ضعيف الحجة ، لأنه يزعم أنه
يمجد الله بجعله له البنات وعندما تأتيه البنت ترى وجهه مسودا
وهو كظيم.
المعنى:
من ينشأ فى الحلية: من يترعرع ويظهر ويستمر حاله فى
الحلية والحلية من الحلاوة أو الشىء الحلو المحبب إلى قلبه (
رزقه بالذكور).
وهو فى الخصام غير مبين : الأية بدأت بسؤال إستنكارى "
أومن" ، والسؤال ينكر على هذا الذى يظهر فى الحلوة وهو فى
الخصام أو النزاع والمحاججة لا يبين ولا تسمع منه جواباً.
والسؤال ب" أو"من ( لم) لا يحتاج إلى جملة جواب عليه ، كما
فى الأية:
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ
الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت : 53]
دخول المقطع "أو" على لم أفاد الإستنكار والتعجب كذلك.
ودخوله على "من" كما فى أية الزخرف أفاد كذلك الإستنكار من
فعل هذا الذى هو فى الحلية منشأ وفى الخصام غير مبين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق