إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

الأربعاء، 12 مارس 2014

التسبيح

 وإن من شىء إلا يسبح بحمده ،

كيف هذا ؟ ماذا عن الكافرين؟

تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ

يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً

[الإسراء : 44]


الفرق بين " يسبح" بفتح الياء و " يسبح" بضم الياء هو أن السبح

حركة منفتحة إلى الأمام ، بينما التسبيح حركة متميكنة فى

مكانها.


معنى الكلام ، أن ا
لكافر يسبح بحمد الله وذلك رغماً عن أنفه.

الإنسان كونه كائن حى ، يجرى الدم فى عروقه وتعمل كل أجهزته

الجسمانية من قلب ومعدة وأمعاء وغيرها وعملها هذا هو تسبيح

بحمد الله. حركتها فى فلكها ما هو إلا تسبيح.

وحتى الجبال تسبح ، كل ما يحدث داخل الجبال من تكون معادن

وتجمع ماء وخروجه ما هو إلا تسبيح لله.

الشجر يسبح وتسبيحه فى عمل جذوره وساقه وأوراقه وثماره.

من أسلم وجهه لله له تسبيح أخر ، وتسبيحه هنا نابع عن إرادته ،

فلا يحرك ساكن وإلا هو مطيع لله و مبتعداً عن معصيته.

سبحان الذى سخر لنا هذا: نقولها إن إستوينا على ظهوره لأن من

سخر لنا حركتها هو الله ، هى فى تحركها أو عملها طائعة لله

مجيبة له.

سبحان الله: نقولها إقراراً منا على أن كل شىء ونحن يسير فى معية الله ،

هذا هو الرابط بين الخالق والمخلوق ، منه وإليه ترجعون

وهذا هو السر فى إحياء الموتى ،

وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ

الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ [الروم : 25]

دعاكم دعوة : لا تملك إلا الطاعة

وتأمل ما تعلمه إبراهيم عليه السلام:

وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِـي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ

بَلَى وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ

اجْعَلْ عَلَى كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ ادْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَاعْلَمْ أَنَّ

اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [البقرة : 260]

إيراهيم عليه السلام ضم إليه أربعة من الطير وقام بتربيتها فى بيته

، قام على إطعامها ورعايته ولا تعلم غيره جالباً لرزقها ، إبراهيم صار

مركز حركة الطير ، فطبيعى إن فرقها على أربع جبال أن تأتيه سعياً

إن ناداها.

باعث الحياة فى جسدك هو الله الذى خلقك ، لم تخلق أنت نفسك

ولم تحدد مجرى الدم فيك ولم تقم بتجميع جهازك السمعى من

سوق التجزئة ولا شىء فيك لك دخل فيه.

كل ما فيك يسبح بحمد الله وإن كفرت أنت نفسك بأنعمه.

وَقَالُواْ اتَّخَذَ اللّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ

قَانِتُونَ [البقرة : 116]

سبحانه: لا تنزه الله عن الولد فحسب ، بل هى تقول بأن كل شىء

فى حاجة إلى الله أو أن كل شىء لا وجود له بدون الله ، فكيف

يكون الله بحاجة إلى ولد ؟ هل هو فى حاجة إلى زينة الولد أو

سنده ودعمه؟ سبحانه وتعالى عما يصفون.

لماذا قالوا " سبحانك هذا بهتان عظيم" ؟

وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُم مَّا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا

بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور : 16]

لأنهم فى أقوالهم يسيرون وفقاً للمسار الذى حدده الله لهم فى

كتابه الحكيم فلا يقولون إلا الصدق.

معناه أنهم فى أفعالهم وأقوالهم يسبحون الله بطاعته إياه سيراً

على الطريق المستقيم ولا يحيدون عنه.

هناك تعليق واحد: