يبلس ، مبلسون وإبليس
وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ [الروم : 12]
البَلس: هو التين الشوكى
ثمرة التين الشوكى، ما هى إلا إمتلاء منبثق بالباء، وإنبثاقها متصل مع الأصل باللام ،
وهذا يتم فى إنسيابية أو تنفيس إلى الخارج بالسين
لبس: عندما تلبس الثوب فأنت فاعل اللبس، ما يحدث هو أنك تكون منفصل عن الثوب
فتبدأحركتك بالإتصال به أولا باللام فتنبثق داخله بإنسيابية السين.
اللبس هو معكوس البلس، البلس يتم من الداخل إلى الخارج مع بقاءه متصلا ، واللبس يتم
من الخارج إلى الداخل متصلا به.
فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً
فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ [الأنعام : 44]
أخذناهم بغتة ، ماذا يحدث لهم ؟ أنهم مبلسون ،
وذلك بأنهم يخرجون من هدومهم من وقع المفاجأة
يبلس المجرمون يوم تقوم الساعة: يحدث لهم أنفسهم إنبثاق إلى الخارج متصل بما
يلبسونه،
هو تعبير للدلالة على شدة وقع المفاجأة على الشخص فيخرج من هدومه.
<<<<<<<<<<>>>>>>>>>>>>
للألمانية: aus der Waesche gucken
>>>>><<<<<<<<<<<<<<
لَا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ [الزخرف : 75]
هنا هم مبلسون فى العذاب، هم داخلون فيه إنبثاقا متصلا به ، كأن العذاب علبة وهم
ينبثقون إلى داخلها فيحدث أن تمتلىء بهم العلبة. تغير إتجاه حركة الفعل بلس هنا بسبب
حرف فى ،
بلس فى : إتجاه إلى الداخل خلاف أصل الفعل المتجه إلى الخارج.
...........................
إبليس ،
لماذا هو إبليس،
إنظر ماذا فعل بأبيوكما!
ينزع عنهما لباسهما:
يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا
سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ
يُؤْمِنُونَ [الأعراف : 27]
إبليس: خلاف المبلس الذى يكون فعله منه وعليه ، لأن إبليس فعله عليه وعلى غيره،
هو بدأ بنفسه:
قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ [صـ : 75]
قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُوماً مَّدْحُوراً لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ [الأعراف : 18]
هو بلس نفسه ، أخرجها من لباس الطاعة والتقوى،
ثم أخرج أبويكما من لباس الطاعة بنزعه عنهما لباسهما المادى فأخرجهما من الجنة.
وهو لم يكتفى بذلك،
ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ
[الأعراف : 17]
إبليس خلاص بلس من لباس التقوى وأصبح عارياً تماما ويعمل على إخراجكم كذلك من
لباسكم،
يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ
آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف : 26]
هو معنى بلباس التقوى لينزعه عنكم ، لتصبحوا عرايا مثله، وهو لا يكل ولا يتعب ولا
تهاون فيما عزم ،
وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ [سبأ : 20]
والكثير لبس البرقع والبركة خالعاً لباس التقوى ظناً منه أن البرقع والبُركة توارى سؤة
المعصية...
والكثير لبس لباس المسجد ذهابا وإيابا ظنا منه أنها تكفى لتوارى سؤته يوم الحساب...
والكثير لبس لباس الحج والعمرة المرة تلو الأخرى ظناً أنها تغنى عن لباس
التقوى..........
إبليس خدعكم بمظهركم ومنظرتكم ، فصرتم تلبسون كساءاً وأنت عرايا ولا تشعرون...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق