يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ
وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ
وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُباً
فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم
مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء
فَتَيَمَّمُواْ صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم
مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ
لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
[المائدة : 6]
أول
ملحوظة:غياب " المرافق" فى حالة التيمم .
لا خلاف على أن " اليد" فى حالة التيمم تعنى كف
اليد مع الأصابع .
" الى المرافق" : نجد السنة والشيعة يختلفون فيها،
بينما يبدأ الشيعة من الكوع وينتهوا
الى الأصابع ، يفعل السنة العكس بدأ من الأصابع
إنتهاءاَ بالكوع.
هم فهموا أن " الى المرافق" تعنى إنتهاءاَ بالمرافق
وإن إختلف البعض فى إدخال الكوع
فى الغسل أم لا.
واضح أن السنة فهموا أن " المرافق" تعنى " الكوع" ، والشيعة فهموا أن " المرافق"
تعنى أطراف الأصابع ( وإن لم يدرك ذلك أتباع اليوم منهم).
نأخذ أولاً فهم السنة:
لو نظرنا الى منطقة الكوع نجد منطقة إلتقاء بين ثلاث عضمات ، عظمة نهاية العضد
وعظمتا نهاية الساعد. عندما نطبق مفهوم المرافق على الكوع نسأل : هل يكون الغسل
من إلتقاء العضد بالكتف إلى إلتقاء العضد بالساعد ثم من أطراف الأصابع الى نهاية
الساعد.
ما أريد قوله : منطقة الكوع تحمل فى تكوينها نهايتين مختلفتين فى إتجاهين متضادين،
من أعلى الى أسفل متمثلا فى العضد ومن أسفل الى أعلى متمثلا فى الساعد، فكيف
نُعمل ألية " إلى " فى " إلى المرافق" ، هل هى من أعلى الى أسفل أم من أسفل الى أعلى ؟
أخرج من هذا إن منطقة الكوع لا يمكن أن تكون المعنية بكلمة المرافق وذلك لتضاد
الإتجهات .
نأتى الى فهم الشيعة: بصرف النظر عن أنهم يبدأون من الكوع ، فإنهم ينتهون بأطراف
الأصابع والتى تعنى عندهم المرافق.
أطراف الأصابع تنتهى بالأظافر ، فهل الأظافر هى " المرافق" ؟
مادة " رفق" لا توحى حروفها بحركة ميكانيكية ككلمة " كوع" ،
كوع: الكاف تدل على تجمع حركات مختلفة ( عظمة العضد وعظمتا الساعد) فى مكان
واحد ( الواو) وهذا التجمع ينتج حركة تعلو وترتفع ( حركة الساعد الى أعلى وفقط ولا
تكون الى الداخل أو الى أسفل).
مرفق: لو أخذنا فهمها على أنه إرفاق شىء فرعى بشىء أساسى لذهب بنا هذا الفهم
الى " الأظافر" التى هى مرافق اليد ( كالملفات المرفقة بالإيميل على سبيل المثال).
مرفق: لو أخذنا فهمها على أنها المنشأة التى تقام على مسطح أو مساحة من الأرض
لذهب بنا كذلك الى الأظافر التى تنمو وتنشأ بإستمرار على نهاية أطراف الأصابع. (
مرافق الكهرباء أو مرافق أى هيئة والتى تعنى المنشأت الخاصة بها).
مرفق: هى كذلك " مصاب الماء" فى البيت أو الشقة.
مرفق: هنا حركة تتم بالميم مع تكرار ، تفرق الحركات بالفاء بعيداً عن المركز ، هذه
الحركات المتفرقة تنشأ فى تسلسل متصل بالقاف. ووقوع التكرار قبلها يعنى إرتباطها
أو إتصالها بمركز الحركة.
هذه المعانى للحروف ينطبق على مصاب المياه التى يخرج منها الماء فى تتابع
وإتصال مع بقاءه متصلاً بمصدر الحركة ولا ينفصل عنه.
وهذه المعانى تنطبق كذلك على أظافر اليد التى تنمو متصلة مع نفسها ومع مركز نشوء
حركة النمو.
نتفق مع الفهم الشيعى على أن الغسل ينتهى بأطراف الأصابع ( الأظافر) ونختلف معهم
فى نقطة البداية التى هى عندنا " معصم اليد" أو " الرسغ" أو إلتقاء كف اليد مع
الساعد. لأنه وفقاً للتيمم لا يدخل الساعد فى المسح ( برائحة طيبة وليس " التراب").
قد فهمنا من قبل على أن " الفم والأذن والعين" تدخل فى " المرافق" ، ولكن غاب عنا
أن المعطوف يتبع المعطوف عليه وليس العكس. بمعنى أن الأيدى تتبع الوجه فى الغسل
ولا يتبع الوجه الأيدى فى "إلى المرافق".
ولكننا نضيف " الأرجل" الى فهم الغسل الى المرافق أو أطراف الأرجل ( الأظافر)
لأنها معطوفة على الأيدى ( الأرجل منصوبة ، ونحن نتبع تشكيل القرءان الذى نؤمن أنه من الوحى) ، ذلك وإن سبق المسح بالرأس الذى يرشدنا الى الترتيب فى الفعل وهو أن نمسح برؤوسنا قبل غسل الأرجل.
أما " الوجه" فهو يشمل العينين والأنف والأذنين لأنهم المكونات الأساسية للوجه
ولولاهم لما صار " وجه".
نأتى الى تبريرهم بأن المرافق هى المتكأ ،
يقول المعجم :" المرفقة تقال على الوسادة أو المخدة" ويبرر ذلك لأنها متكأ ، ونقول
أن هذا التبرير مردود عليه لأن الوسادة تسمى مرفقة وكذلك ملائة السرير والبطانية ،
كلها ما هى إلا " مرفقات" للسرير ، بمعنى ملحقات به.
أما قوله بأن الكوع متكأ يستند عليه المرء فى جلوسه مردود عليه بأن المرء يستند
كذلك على كف يديه فى جلوسه، هذا يختلف من شخص إلى أخر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق