قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها:
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس
فألهمها فجورها وتقواها: النفس تحمل مركب التقوى ومركب الفجور
قد أفلح من زكاها: زكى ماذا ، التفوى أم الفجور؟ الهاء فى زكاها عائدة على النفس كلها بمركبيها التقوى والفجور.
قد خاب من دساها: دس ماذا، التقوى أم الفجور ، الهاء فى دساها تعود على النفس التى تحمل المركبين تقواها وفجورها.
الدس: هو إخفاء شىء فى شىء فلا تميز بينهما
زكاها: الزاى حركة تثير التجمع والتكتل الذى فى الكاف فتفرق بين مكوناته ، لو هناك شىء يتكون من لونين فعملية الفصل بين اللونين والتمييز بينهما هى عملية التزكية وينتج عنها الصفاء ويصبح الشىء خالص مما علق به.
لنوضح ذلك ،
نحن نزكى النفس بالفصل بين تكتل وتجمع الفجور والتقوى فيصبح عندنا تقوى ظاهرة خالصة وفجور كذلك منفصل عن التقوى ظاهر وخالص.
نحن ندس النفس بترك هذا التكتل والتجمع بين التقوى والفجور فلا نتبين هذا من ذاك وينتج عنه إخفاء النفس فتكون نفس غير خالصة ولا تتمتع بالصفاء.
من قالوا أن التزكية هى النماء والزيادة غاب عنهم ، نماء ماذا؟ والتزكية تعود على النفس كوحدة واحدة تحمل المركبين التقوى والفجور؟
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً [الكهف : 74]
موسى عليه السلام حكم بدون علم على نفس الغلام أنها خالصة صافية نقية .
والغريب أن لسان العرب أتى بهذا المعنى ولكنه تاه فى خضم ما عداه:
" وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا: تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء".
ما أشار إليه بصفوة الشىء هو ما أوضحناه بصفاء النفس فنميز الطيب والخبيث فيها .
وهذا له رابط فى ما سبقها من أيات ،
فنرى صورة الضحى وهو كل الوقت من طلوع الشمس إلى نزولها فى الأفق فظهور القمر : التمييز بين الشمس والقمر ، بين النهار والليل ، هذا هو الفصل والصفاء فتصبح الصورة فى أكمل وضوحها فيرى الليل ليل والنهار نهار والقمر قمرا والشمس شمس.
وهذا المركب الفاجر فى أنفسنا هو " إبليس" الذى تسلل إليها وسكن فيها وإلتحم بها ،
إلتحام المكون الطينى الطيب مع المكون النارى الشرير،
والمطلوب منا أن نعمل على تحرير المركب الطينى من المركب النارى ،
ولذلك جعل الله لنا السمع والبصر والفؤاد ، فهل لنا من سبيل لإستعمالهم وتفعليهم:
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 78]
وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا (1) وَالْقَمَرِ إِذَا تَلَاهَا (2) وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا (3) وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا (4) وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا (5) وَالْأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا (6) وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) الشمس
فألهمها فجورها وتقواها: النفس تحمل مركب التقوى ومركب الفجور
قد أفلح من زكاها: زكى ماذا ، التفوى أم الفجور؟ الهاء فى زكاها عائدة على النفس كلها بمركبيها التقوى والفجور.
قد خاب من دساها: دس ماذا، التقوى أم الفجور ، الهاء فى دساها تعود على النفس التى تحمل المركبين تقواها وفجورها.
الدس: هو إخفاء شىء فى شىء فلا تميز بينهما
زكاها: الزاى حركة تثير التجمع والتكتل الذى فى الكاف فتفرق بين مكوناته ، لو هناك شىء يتكون من لونين فعملية الفصل بين اللونين والتمييز بينهما هى عملية التزكية وينتج عنها الصفاء ويصبح الشىء خالص مما علق به.
لنوضح ذلك ،
نحن نزكى النفس بالفصل بين تكتل وتجمع الفجور والتقوى فيصبح عندنا تقوى ظاهرة خالصة وفجور كذلك منفصل عن التقوى ظاهر وخالص.
نحن ندس النفس بترك هذا التكتل والتجمع بين التقوى والفجور فلا نتبين هذا من ذاك وينتج عنه إخفاء النفس فتكون نفس غير خالصة ولا تتمتع بالصفاء.
من قالوا أن التزكية هى النماء والزيادة غاب عنهم ، نماء ماذا؟ والتزكية تعود على النفس كوحدة واحدة تحمل المركبين التقوى والفجور؟
فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَاماً فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْساً زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَّقَدْ جِئْتَ شَيْئاً نُّكْراً [الكهف : 74]
موسى عليه السلام حكم بدون علم على نفس الغلام أنها خالصة صافية نقية .
والغريب أن لسان العرب أتى بهذا المعنى ولكنه تاه فى خضم ما عداه:
" وقوله تعالى: وتُزَكِّيهم بها؛ قالوا: تُطهِّرُهم. قال أَبو علي: الزَّكاةُ صفوةُ الشيء".
ما أشار إليه بصفوة الشىء هو ما أوضحناه بصفاء النفس فنميز الطيب والخبيث فيها .
وهذا له رابط فى ما سبقها من أيات ،
فنرى صورة الضحى وهو كل الوقت من طلوع الشمس إلى نزولها فى الأفق فظهور القمر : التمييز بين الشمس والقمر ، بين النهار والليل ، هذا هو الفصل والصفاء فتصبح الصورة فى أكمل وضوحها فيرى الليل ليل والنهار نهار والقمر قمرا والشمس شمس.
وهذا المركب الفاجر فى أنفسنا هو " إبليس" الذى تسلل إليها وسكن فيها وإلتحم بها ،
إلتحام المكون الطينى الطيب مع المكون النارى الشرير،
والمطلوب منا أن نعمل على تحرير المركب الطينى من المركب النارى ،
ولذلك جعل الله لنا السمع والبصر والفؤاد ، فهل لنا من سبيل لإستعمالهم وتفعليهم:
وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [النحل : 78]