كلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ،
هناك من يقرأ الأية ويفهم أن " عيسى إبن مريم" روح من الله،
هذه الجزئية من الأية إيجاز لما سبق بيانه فى أيات أخرى ،
فالروح تم إرسالها إلى مريم:
{ فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا (17) } (سورة مريم 17)
وهذا الروح ( الروح فى القرءان للمذكر) تم النفخ من خلاله فيها:
{ وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (91) } (سورة الأنبياء 91)
وهذا حدث بعد البشارة :
{ إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (45) وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ (46) } (سورة آل عمران 45 - 46)
لاحظ أن الكلمة قد ألقاها إلى مريم، وهنا قال " يبشرك بكلمة منه إسمه المسيح" وهذا هو الإلقاء الذى حدث. بمعنى أن البشارة كانت هى الكلمة التى ألقاها إلى مريم والتى سبقت الخلق ( النفخ من الروح) .
ومريم عليها السلام صدقت بهذه الكلمة، وجاء ذلك :
{ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (12) } (سورة التحريم 12)
الأية قالت كلمات للجمع لأن الله أوحى إلى مريم كلمات كثيرة ، منها البشارة ومنها ألا تكلم إنسياً ........
وبالكلمة كذلك كانت البشارة بيحى عليه السلام.
{ فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) } (سورة آل عمران 39)
هى بشارة قالت أن الحمل سيحدث ( كن فيكون) وفى حالة زكريا عليه السلام أصلح الله زوجه وفى حالة مريم تم النفخ من الروح ليكون خلق عيسى أية لبنى إسرائيل.
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا (171) } (سورة النساء 171)
المسيح رسول الله،
وكلمته ألقاها إلى مريم
وروح منه ألقاه إلى مريم كذلك
الإلقاء كان للكلمة والروح.
إقرأ كيف تُلقى الرح على من يشاء:
{ رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ (15) } (سورة غافر 15)
الفارق فى حالة مريم هو أن الروح تمثل لها بشرا سوياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق