وعنت الوجوه للحى القيوم وقد خاب من حمل ظلماً:
النعى الذى تقرأه فى الصحيفة فتعلم منه خبر موت فلان ، هذا النعى ما هو إلا إظهار وإعلان بالعين لحركة الميت الغائبة بالنون ، قل أن العين تعلن خبر النون الغائبة.
وعنا: هى معكوس ذلك المعنى، هنا علو ووضوح وظهور العين يغيب بفعل النون.
وهذا الذى يحدث للوجوه، يعطيك مفردات الطأطأة والإنكسار وهو يدل على الذل والخضوع. ونحن نفرق بين المعنى ودلالته أو مآله.
{ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا (112) } (سورة طه 111 - 112)
نأتى لفعل أخر وهو " يعنت" والتاء هنا أصلية، دخول التاء أدى إلى جذب حركة العين إلى الداخل، العين تخرج من أسفل إلى أعلى أو من الداخل إلى الخارج ولكن التاء تعكس حركتها فتغيب فى الداخل بمساعدة النون.
حالة الجوع تسبب دخول البطن إلى الداخل ، الخوف يجعل بقائك فى الداخل، الهزيمة تسحبك إلى الداخل ، وهذا ما عزً على الرسول عليه السلام:
{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128) } (سورة التوبة 128)
عزيز عليه ما عنتم: حالة البؤس والخوف ونقص الأموال والثمرات التى كانوا عليها من قبل. وقد نصر الله رسوله وإياهم من بعد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق