أطراف النهار،
كتبها: ذوالصاد
هل للنهار طرفين إثنين أم أطراف كثيرة؟
طرف ( بفتح الراء): صوتياً نقرأها : ط رَف
كلمة " رف" نفهمها من المضاعف " رفرف" ورفرفة الطائر بجناحية هو تكرار لفتح وضم أو إغلاق جناحيه.
رف: فتح بالفاء مع رقة بالراء التى تفيد التكرار كذلك. هو فتح رقيق عند الحديث عن جماد ثابت وهو حركة منفتحة برقة عند الحديث عن شىء قابل للحركة.
طرف العين: الطاء تفيد المرونة البالغة فى الحركة ، هى حركة بأقل أو قل أنها بدون مجهود يذكر. وقوع الراء فى المنتصف يجعلها تشكل محور دوران الحركة وتسكينها أفاد أن محور الدوران الذى ترتكز عليه الحركة ثابت غير متحرك.
طرَف : هنا مركز دوران الحركة يغير هو كذلك إتجاهه وفقاً للحركة الناتجة ، ينفتح معها وينغلق كذلك.
نتأمل الأية الكريمة:
{ لِيَقْطَعَ طَرَفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127) } (سورة آل عمران 127)
الأية تتحدث عن النصر ببدر ، وهذا الطرف من الذين كفروا الذى قطع يتمثل فى المقاتلين منهم الذين خرجوا ( حركة الفتح) للقتال ليحققوا النصر فيرجعوا إلى أهلهم فرحين ، ولكن القطع يمنع حركة العودة ( حركة الضم أو الغلق) وهذا القطع كان بقتلهم فى ميدان المعركة. الأية أعطت خيار أخر وهو " كبتهم" وهذا يعنى كبت خروجهم لمحاربة المؤمنين.
قد نقول على أيدى وأرجل الإنسان أنها الأطراف وذلك لأنها الأجزاء القابلة للحركة فتحاً وغلقاً .
طرفى الحبل: هما بدايته ونهايته لأن بهما يتم الفتح والغلق.
ما هى إذاً أطراف الأرض؟
{{ أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مِنْ دُونِنَا لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ وَلَا هُمْ مِنَّا يُصْحَبُونَ (43) بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ (44) } (سورة الأنبياء 43 - 44)
وتكرر ذلك فى سورة الرعد:
{ وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلَاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ (40) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (41) وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعًا يَعْلَمُ مَا تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ (42) } (سورة الرعد 40 - 42)
سياق الأيات قد يكون واحد وهو الوعيد بالهلاك، وهناك من فهم أطرافها بمعنى جوانبها وقد رد على ذلك عكرمة بقوله " لو أن الأرض تنقص لما وجدنا مكاناً ننجلس فيه" وقال أن المعنى هو الموت. وأرى المعنى هو ما قاله مجاهد وهو الأنفس والثمرات وخراب الأرض.
أطراف الأرض: الحياة على سطح الأرض هى حركة تراها فى خروج الزروع والأشجار وحركة كل دابة عليها وهذا كله هو أطراف الأرض والذى كتب الله عليه الهلاك بموت الدواب والإنسان وموت الزروع والأشجار وإن طال عليها العمر ، وتأمل الخطاب: بل متعنا هؤلاء وأباءهم حتى طال عليهم العمر وتأمل قوله بعدها:" أفلا يرون أنا نأتى الأرض ننقصها من أطرافها، بمعنى وإن طال عليهم العمر إلا أنهم هالكون لا محالة إما بالعذاب أو الموت.
نأتى إلى محور البحث،
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } (سورة طه 130)
أية هود قالت " طرفى" للمثنى وأية طه قالت " أطراف" للجمع ، فأيهما نصدق؟ إن كان للنهار أطراف كثيرة لأصبح المعنى فى أية هود مبهم غير مفهوم لأنه لم يحدد الطرفين ومنطوق الأية يفيد التحديد قصراً للطرفين.
نحن هنا نتغاضى عن إختلاف التسبيح و الصلاة وذلك لأن القرءان فرق بينهم : { كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ (41) } (سورة النور 41) ، هذا وإن كان التسبيح جزء من الصلاة. أو قل أن الصلاة تحمل معنى التسبيح، بينما التسبيح لا يحمل معنى الصلاة.
لنحل الإشكال نبدأ أولا فى بيان الطرفين،
،
القرءان يقول بسلخ الليل عن النهار والعكس، عند حدوث سلخ الليل عن النهار يبدأ ظهور أول طرف للنهار وهذا يتمثل فى الفجر ( تفجر النهار)،
هنا لا نتحدث عن حبل ولكن الحديث عن فترة زمنية أو قل أنه إنتشار ضوء الشمس، عندما يكون منتصف قرص الشمس تحت الأفق بحوالى 6 درجات وهذا ما نسميه الشفق المدنى، عند هذه الدرجة يبدأ الفجر وتنحسر النجوم ولا ترى إلا أكثر النجوم لمعانا وأكبرها فى السماء مثل فينوس وجيبتور وعند هذه الدرجة يتساوى ضوء الشمس وظلمة الليل.
وعند حدوث العكس بدخول الليل على النهار ينزل قرص الشمس تحت الأفق وتصل إلى نفس الدرجة ( 6) نرى فى السماء نفس عدد النجوم الذى نراه عند الصعود إلى نفس الدرجة وهذ الفترة الزمنية صعوداً وهبوطاً متساوية وتعادل فى المتوسط حوالى 25 دقيقة.
عند هذه الدرجة لا نرى قرص الشمس وهذا لا يعنى أنه لا نهار، ولكنها حاضرة بضوءها. فأنت لا ترى الشمس كذلك عند مغيبها تحت الأفق ( ما يسمى غروب الشمس) ولكنك لا تستطيع إنكار أن النهار مازال حاضراً ولا يوجد عاقل يسمى هذه الفترة الزمنية أنها الليل. أنت تبصر الأشياء عند نزول الشمس فى الأفق وإن كنت لا ترى قرص الشمس.
المسافة التى يقطعها قرص الشمس من الدرجة 6 إلى أن تلامس الأفق هى طرف النهار الأول أو بدايته وتنتهى بصعود قرص الشمس أعلى من الأفق وطوال فترة تواجد قرص الشمس فوق الأفق وحتى يبدأ فى النزول عائداً تحت الأفق هى وضح النهار أو الجسم الكامل للنهار.
بداية طرف النهار تكون عند تواجد منتصف قرص الشمس 6 درجات تحت الأفق وتستمر حتى أن يلامس قرص الشمس خط الأفق. هذه فترة زمنية يقترب فيها الضوء من الأرض إنتشاراً ولها درجات متباينة وعند كل درجة تزداد كمية الضوء الواصلة لنا. وإن كان ذلك يدل على طرف واحد إلا أنها يحمل فى داخله أطراف متعددة مرتبطة بنقطة أو درجة تواجد قرص الشمس تحت الأفق.
نضرب مثال بأصبع الإنسان وهو طرف لليد وكل أصبع يتكون من ثلاث أطراف متمثلاً فى عقل الأصبع الثلاث.
نقرأ الأية:
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } (سورة طه 130)
الأية تخاطب حصراً الرسول عليه السلام لأننها إنتهت بقوله تعالى :" لعلك ترضى" ،
قبل طلوع الشمس: هنا حددت نهاية التسبيح
قبل غروبها: حددت النهاية الثانية للتسبيح
لا أفهم قبل طلوع الشمس الفترة الزمنية من الفجر إلى قبل طلوعها وإلا جاز لنا كذلك فهمها على أنها الليل بأكمله حتى تطلع الشمس. هى تحدد النهاية وفقط.
ومن آناء الليل: هنا الحديث عن ظلام الليل التام أو ساعات الليل كما فهموها وتعنى صلاة القيام.
أطراف النهار: كما شرحناها أعلاه وهو إنتقال ضوء قرص الشمس صعودا وهبوطا من وإلى الدرجة 6 تحت الأفق.
أية هود تخاطب كل الناس، لاحظ :" ذلك ذكرى للذاكرين"،
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)
إضافة زلفاً من الليل لأن صلاة الطرف الأخر تستمر حتى يغلب الليل النهار ( غسق الليل) وعندها يلامس قرص الشمس الأفق عند درجة 6 نزولاً ( الذى يلامس هنا ليس منتصف القرص ولكن أعلاه). وهذه الفترة الزمنية من إنتقال منتصف قرص الشمس العلوى بالكامل تحت الأفق 6 درجات تستمر حوالى 15 دقيقة.
الأية تتكلم عن صلاتين وفقط: الأولى تبدأ بالفجر وتنتهى قبل طلوع الشمس أو ظهورها فوق الأفق والثانية تبدأ من نزول قرص الشمس تحت الأفق وتنتهى بتواجدها أسفل الدرجة 6. وقد عبر عنها القرءان بصلاة الفجر وصلاة العشاء.
،
القرءان يقول بسلخ الليل عن النهار والعكس، عند حدوث سلخ الليل عن النهار يبدأ ظهور أول طرف للنهار وهذا يتمثل فى الفجر ( تفجر النهار)،
هنا لا نتحدث عن حبل ولكن الحديث عن فترة زمنية أو قل أنه إنتشار ضوء الشمس، عندما يكون منتصف قرص الشمس تحت الأفق بحوالى 6 درجات وهذا ما نسميه الشفق المدنى، عند هذه الدرجة يبدأ الفجر وتنحسر النجوم ولا ترى إلا أكثر النجوم لمعانا وأكبرها فى السماء مثل فينوس وجيبتور وعند هذه الدرجة يتساوى ضوء الشمس وظلمة الليل.
وعند حدوث العكس بدخول الليل على النهار ينزل قرص الشمس تحت الأفق وتصل إلى نفس الدرجة ( 6) نرى فى السماء نفس عدد النجوم الذى نراه عند الصعود إلى نفس الدرجة وهذ الفترة الزمنية صعوداً وهبوطاً متساوية وتعادل فى المتوسط حوالى 25 دقيقة.
عند هذه الدرجة لا نرى قرص الشمس وهذا لا يعنى أنه لا نهار، ولكنها حاضرة بضوءها. فأنت لا ترى الشمس كذلك عند مغيبها تحت الأفق ( ما يسمى غروب الشمس) ولكنك لا تستطيع إنكار أن النهار مازال حاضراً ولا يوجد عاقل يسمى هذه الفترة الزمنية أنها الليل. أنت تبصر الأشياء عند نزول الشمس فى الأفق وإن كنت لا ترى قرص الشمس.
المسافة التى يقطعها قرص الشمس من الدرجة 6 إلى أن تلامس الأفق هى طرف النهار الأول أو بدايته وتنتهى بصعود قرص الشمس أعلى من الأفق وطوال فترة تواجد قرص الشمس فوق الأفق وحتى يبدأ فى النزول عائداً تحت الأفق هى وضح النهار أو الجسم الكامل للنهار.
بداية طرف النهار تكون عند تواجد منتصف قرص الشمس 6 درجات تحت الأفق وتستمر حتى أن يلامس قرص الشمس خط الأفق. هذه فترة زمنية يقترب فيها الضوء من الأرض إنتشاراً ولها درجات متباينة وعند كل درجة تزداد كمية الضوء الواصلة لنا. وإن كان ذلك يدل على طرف واحد إلا أنها يحمل فى داخله أطراف متعددة مرتبطة بنقطة أو درجة تواجد قرص الشمس تحت الأفق.
نضرب مثال بأصبع الإنسان وهو طرف لليد وكل أصبع يتكون من ثلاث أطراف متمثلاً فى عقل الأصبع الثلاث.
نقرأ الأية:
{ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاءِ اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى (130) } (سورة طه 130)
الأية تخاطب حصراً الرسول عليه السلام لأننها إنتهت بقوله تعالى :" لعلك ترضى" ،
قبل طلوع الشمس: هنا حددت نهاية التسبيح
قبل غروبها: حددت النهاية الثانية للتسبيح
لا أفهم قبل طلوع الشمس الفترة الزمنية من الفجر إلى قبل طلوعها وإلا جاز لنا كذلك فهمها على أنها الليل بأكمله حتى تطلع الشمس. هى تحدد النهاية وفقط.
ومن آناء الليل: هنا الحديث عن ظلام الليل التام أو ساعات الليل كما فهموها وتعنى صلاة القيام.
أطراف النهار: كما شرحناها أعلاه وهو إنتقال ضوء قرص الشمس صعودا وهبوطا من وإلى الدرجة 6 تحت الأفق.
أية هود تخاطب كل الناس، لاحظ :" ذلك ذكرى للذاكرين"،
{ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) } (سورة هود 114)
إضافة زلفاً من الليل لأن صلاة الطرف الأخر تستمر حتى يغلب الليل النهار ( غسق الليل) وعندها يلامس قرص الشمس الأفق عند درجة 6 نزولاً ( الذى يلامس هنا ليس منتصف القرص ولكن أعلاه). وهذه الفترة الزمنية من إنتقال منتصف قرص الشمس العلوى بالكامل تحت الأفق 6 درجات تستمر حوالى 15 دقيقة.
الأية تتكلم عن صلاتين وفقط: الأولى تبدأ بالفجر وتنتهى قبل طلوع الشمس أو ظهورها فوق الأفق والثانية تبدأ من نزول قرص الشمس تحت الأفق وتنتهى بتواجدها أسفل الدرجة 6. وقد عبر عنها القرءان بصلاة الفجر وصلاة العشاء.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفشكرآ لك على ما قدمت.
الصلاة فقط هما الفجر والعشاء
هل هذا ما تود إيصاله للقارئ؟
ارجوا الإجابة
هيك شكله
حذفأحسنت بارك لله فيك
ردحذف