و لو منعونى عقالاً كانوا يؤدونه إلى الرسول عليه السلام لقاتلتهم عليه !
وهل أجبرهم الرسول عليه السلام من قبل على أداء الزكاة؟
وهل يُقاتل الناس حتى يدفعون الزكاة؟
نحتكم إلى الله،
نقرأ الأية:
{ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103) } (سورة التوبة 103)
خذ من أموالهم صدقة: هل هو أمر له لإجبارهم على دفعها؟
المعنى لا يحمل الإجبار وإنما أمر له بأن يأخذها منهم وفقط، وذلك ليطهرهم ويزكيهم بها.
والدليل هذه الأية:
{ قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْمًا فَاسِقِينَ (53) وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ (54) } (سورة التوبة 53 - 54)
ماذا تفهم من الأيات أعلاه؟
أفهم منها أن النفقات ( الصدقات) تعطى حباً وقناعةً وعن رضى وإلا فلا ،
أنفقوا طوعاً أو كرهاً: لا حظ " كرها" بفتح الكاف،
لن تقبل منكم: فى طياته أمر للرسول برفض أخذ الصدقات منهم لأنهم منافقون والله غنى عنهم.
هناك أمرين ، أمر بالأخذ وأمر بألا تقبل منهم وعندما تضعهما معاً فى منظومة واحدة تفهم لا محالة أنهم يأتون بأنفسهم ليعطوها، فإما أن يأخذها الرسول أو يرفضها.
المقولة التى نسبوها إلى أبوبكر الصديق تجعله يقاتل الناس ( هم مسلمون وفقا للتاريخ) ليجبرهم بحد السيف على إيتاء الزكاة،
وهذا يخالف القرءان قولاً واحد ولا ثانى له.
مرة أخرى،
الله لا يقبل الصدقات إلا التى نعطيها بلا رئاء:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (264) } (سورة البقرة 264)
إرجع إلى أية التوبة فى بداية البحث وتجد أحد أسباب عدم تقبل نفقاتهم هو أنهم له ( للإنفاق) كارهون. أوليس من يكره على شىء هو كاره له؟
فكيف نكره الناس على الصدقات؟ ليعطوها كارهون؟
تأمل الأيات:
{ هَاأَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38) } (سورة محمد 38)
من يبخل فإنما يبخل على نفسه، لأن الله هو الغنى وأنتم الفقراء.
حروب ما بعد موت الرسول عليه السلام ما هى إلا حروب سياسية ولا علاقة لها بكتاب الله.
العاملين عليها: ليس الجباة الذين يطرقون الأبواب أو يحملون السيف فإما الدفع أو الضرب، وإنما هم من يستلمها من الناس عندما يأتون للمكان المخصص لجمعها فيقومون بتصنفيها ( من يدفع أموال أو غلال أو بهائم) وتوزيعها على المستحقين. ولهم منها راتب شهرى وليس نسبة منها كما يدعى الذين يأكلون أموال الناس بالباطل.