همزة الإزالة ،
لا وجود لهذه الهمزة فى العربية،
من يستدل بقوله " أعجم الكتاب بمعنى أزال عجمته" وهذا المعنى السلبى أو العكسى " ليعجم الكتاب"،
من يستدل بذلك على خطأ،
لأنك تقرأ من القرءان:
{ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ (103) } (سورة النحل 103)
فقد إستعمل القرءان لفظة " أعجمى" التى هى " عجمى" ودخلت عليها الهمزة للدلالة على عجمة ذلك اللسان، وليس للدلالة على إزالة وإنعدام العجمة فيه.
ومن يأتى بمثال أخر فيقول لك:
أضرب: دخول الهمزة أزال الإيجابية عن الفعل " يَضرِب" وجعل فاعل " أضرب" سلبى.
وهذا خطأ إستدلالى، لأن " أضرب" صيغة الماضى للفعل " يُضرب" بضم الياء وهو خلاف " يَضرب" بفتح الباء. ناهيك عن أن يضرب كذلك لا إجابية فيه.
الهمزة تحول الفعل إلى متعدى لمفعولين كمثال " ألبسه الثياب" ،
الهمزة تدل على شدة الوضوح والظهور ، فتجدها فى " لألأ" ،
لجأ النحاة والمفسرون إلى إختلاق دلالة الإزالة فى الهمزة ليفسروا الأية التالية:
{ إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى (15) } (سورة طه 15)
فقالوا أن دخزل الهمزة على " يكاد" أزال معنى " أخفيها" فأصبحت " أظهرها".
ولكن هذه الهمزة تدل على المتكلم ،
هو يكاد، أما أنا أكاد
أى أنه لا يوجد فعلين لصيغة المتكلم من يكاد أحدهما بالهمزة والأخر بدونها.
والقول فيها هو ما قاله الأخفش بمعنى " أخفيها" ،
وأكاد أفادت إثبات وقوع " أخفيها" وهو يحمل دلالة الكيد فى إخفاء الساعة حتى لا يعلم بها أحد.
الخلاصة: من يقول أن كلمة " الأعراب" هى نقيض كلمة " العرب" ، فليشرح لنا الفرق بين " أعجمى " و " عجمى"؟
وقد بينا فى مقالة سابقة أن العروبة هى الفلاحة وتربية المواشى والأغنام وهذا هو أصل العرب أنهم يشتغلون بالزراعة وما يرتبط بها. والأعراب هم الإقطاعيون فيهم.
عرب: العين للعلو والوضوح والباء للإنبثاق والإمتلاء والراء للتكرار ، هذه لا تدل إلا على الماء والزراعة وتسمين الماشية.
واللسان العربى هو اللسان الغنى بثروة كلماته وتعبيراته.
شكرا على الإحترام ونقيضه
ردحذف