ءادم .... من هو ؟
الشائع بين الناس أن ءادم هو الذكر من الناس ، ولكن القرءان لم يقل بذلك.
عندما نقرأ الأية:
إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِن طِينٍ [صـ : 71]
هنا فى مرحلة الخلق كان إسمه " بشر" لأن البشر هو إسم لكل ما يتكاثر بالتوالد.
وعندما أتت اللحظة الفاصلة:
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ [صـ : 72]
تمت التسوية والنفخ فيه من روح الله وعندها أصبح البشر ءادماً.
وذلك لأن ءادم كما يقول مقاييس اللغة تعنى:
"الهمزة والدال والميم أصلٌ واحد، وهو الموافقة والملاءمة"
بالتسوية وهى تمام الخلق والنفخ من روحه أصبح المخلوق الجديد ملاءم ومناسب ليكون
خليفة فى الأرض:
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ
الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [البقرة : 30]
ءادم: الهمزة للبروز والظهور والدال والميم هى تحقق المعطيات الدالة على بروزه
وظهوره وقد حدث ذلك بالتسوية والنفخ.
هذا الدم الذى يجرى فى العروق نسميه هكذا لأنه أولا يتم بالدفع ، حركة مندفعة وهذه
الحركة ممدة بالميم وهذا الإمتداد لإكمال الناقص ( دورة الدم فى الجسم) وثانيا لأن
بحركة الدم يصلح الجسد وينبض بالحياة ، إذا توقف الدم عن الحركة مات الجسد.
يمكننا القول أن الدم هو ملاءمة الجسد للحياة.
لا نجد فى القرءان " حواء" ، هى من القصص التراثى الإسرائيلى.
عندما نتكلم عن بداية الخلق فإننا نتكلم عن ءادم الإنسان الأول وزوجه أو ءادمان ،
قالوا لنا نقلا عن اليهود أن حواء أغوت ءادم ولكن القرءان يقول:
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى [طه : 120]
هنا الوسوسة كانت من الشيطان إلى ءادم ، لا توجد حواء
وعندما نقرأ:
فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا
عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ [الأعراف : 20]
هنا الوسوة فى نفس الوقت للإثنين معاً ، ءادم وزوجه.
فهل هناك تناقض؟ لا يوجد تناقض لإن ءادم فى أية طه هو الذكر والأنثى ( ءادم: إسم
الجنس أو المخلوق ذكره وإنثاه). وفى أية الأعراف ذكر وحدد الإثنين معاً بالفصل بينهما
بالتثنية أو لإبراز النوعين معاً.
إسم " حواء" جاء من الإنسان نفسه للتفريق بين الذكر والأنثى وقد إستأثر الذكر بتسمية " ءادم".
الغريب أنك تقرأ فى كتاب التلمود اليهودى وتجدهم يفسرون إسم " حواء" بقولهم : "
لأنها أصل الحياة" ... ومع هذا تجدهم يخسفون بها الأرض وتتساوى عندهم مع الحمار
والكلب الأسود كما فى كتاب البخارى وغيره من كتب الحديث المفترى.
إن لم تكن مقتنعاً بذلك فعليك سؤال نفسك : لمن كان الأمر بالسجود ؟ للذكر أم الأنثى أم
الإثنين معاَ ؟
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ [البقرة :
34]
وعند الأمر بالسجود كانت " حواء" مخلوقة ، فهى لم تُخلق بعد الأمر بالسجود:
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى [طه : 117]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق