عندما نقرأ الأيات:
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) المدثر
نقف كثيراً عند كلمة " قسورة" كما فعلت التفاسير وعرضت أفهام مختلفة لها ، فمنهم من قال أنها الرماة أو قسورة النبل أو الأسد وقد عرفها الناس على أنها الأسد زاعمين أنها " حبشية" ، على الرغم من أن " عكرمة" أنكر كونها حبشية وقال أن الأسد عند الحبشة هو " عنبسة". وهناك قول لإبن عباس أنها " ركز الرجال" وهو الحس والصوت الخافت أو الصوت المنكر فى رواية أخرى عنه.
فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ (49) كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ (50) فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ (51) المدثر
نقف كثيراً عند كلمة " قسورة" كما فعلت التفاسير وعرضت أفهام مختلفة لها ، فمنهم من قال أنها الرماة أو قسورة النبل أو الأسد وقد عرفها الناس على أنها الأسد زاعمين أنها " حبشية" ، على الرغم من أن " عكرمة" أنكر كونها حبشية وقال أن الأسد عند الحبشة هو " عنبسة". وهناك قول لإبن عباس أنها " ركز الرجال" وهو الحس والصوت الخافت أو الصوت المنكر فى رواية أخرى عنه.
التشبيه فى الأية لقوم الرسول ويرسم لهم صورة من البيئة عايشوها وخبروها. وإلا كان التشبيه غير مفهوم لهم ولا طائل منه.
ولكن المفسرون اَغفلوا كما فعلنا نحن كلمة " حُمُر" ظناً منهم أنها " الحمير التى نركبها" ،
الحمير جمع الحمار جاءت فى أية أخرى:
وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ [النحل : 8]
ولا يوجد مبرر لإستخدام جمعين مختلفين لذات
الكلمة إلا إذا إختلف المعنى ، كما فى " أعين وعيون" ، حيث الأعين هى
للعين التى نرى بها والعيون هى عيون الماء ، وكلا الجمعين هو لذات المفردة "
العين".
فما هى " الحُمُر" ؟
هى عصافير صغيرة الحجم ويصطادها البعض للزينة أو الأكل. وهذا ليس إختراع منى ،
لسان العرب:
"والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ طائر من العصافير
فما هى " الحُمُر" ؟
هى عصافير صغيرة الحجم ويصطادها البعض للزينة أو الأكل. وهذا ليس إختراع منى ،
لسان العرب:
"والحُمَّرَةُ والحُمَرَةُ طائر من العصافير
وفي الصحاح: الحُمَّرة ضرب من الطير كالعصافير، وجمعها الحُمَرُ والحُمَّرُ،
قال
أَبو المهوش الأَسدي يهجو تميماً: قَدْ
كُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، فإِذا لَصَافٍ
تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ
يقول: قد كنت أَحسبكم
شجعاناً فإِذا أَنتم جبناء" إنتهىكُنْتُ أَحْسِبُكُمْ أُسُودَ خَفِيَّةٍ، فإِذا لَصَافٍ
تَبِيضُ فيه الحُمَّرُ
وهذا الطائر يعرف بطائر الحمراء فى العراق والشام وربما يكون القمرى فى مصر.
الذى ينفى كذلك أنها الحمير هو قوله " فرت" والحمير بطيئة ولا تفر كما قال الأخ العزيز غالب غنيم.
يتبقى فهم " القسورة" ،
الأسد خارج السياق والسباق لأنه لا يطارد العصافير وقد صدق عكرمة فى تكذيبه أنها حبشية اللهجة.
يتبقى ما قاله قتادة من أنها قسورة النبلة ولم يذكر المعجم ماذا يعنى بذلك ، وما قاله إبن عباس أنها الصوت والحس الخافت وفى قول أخر أنه الصوت المنكر.
والمعنى يجمع بين الإثنين مع تعديل بسيط ،
الجزء الذى نشده من النبلة عند الصيد يحدث صوتاً وهذا الجزء نفسه فى طريقة شده يدل على حركات الحروف فى " قسورة" ،
قسورة: القاف والسين والواو تدل على حبس شيئا فى مكان ، ويرجع بالراء إلى وضعه الأصلى وينتهى الحدث بالهاء المربوطة.
السين حرف تنفيس وحركته من الداخل إلى الخارج، والقاف تحبسها فى الداخل، والراء رجوعها إلى الخارج.
الجذب بالقاف فيه قوة وشدة والإرخاء بالراء فيه شدة رد فعل تتناسب مع قوة القاف وسرعة كذلك،
بهذا تكون العصافير تفر من صوت القسورة الناتج عن جذبها وإرسالها.
وبالرجوع إلى السياق العام نجد أن التشبيه لإعراضهم عن التذكرة والتذكرة تكون
بسماع القرءان وهو " صوت" ،
ولهذا يناسبه التشبيه بصوت أخر وتشبيههم بهذه الطيور التى تفر من صوت النبلة.